إن للنون الساكنة والتنوين أحكاماً في كتاب الله ، كالإظهار والإخفاء والإقلاب والإدغام، أمَّا عن الإخفاء فهو ما يُسمَّى بالإخفاء الحقيقي؛ لتمييزه عن الإخفاء الشفوي الموجود في أحكام الميم الساكنة.
والإخفاء الحقيقي هو: "النطق بالنون الساكنة أو التنوين بحالة بين الإظهار والإدغام عارية عن التشديد مع بقاء الغنة بمقدار حركتين" ، ويوجد العديد من الأمثلة على ذلك في القرآن الكريم وفي سورة المجادلة بالطبع، وسأذكرها لك فيما يأتي:
(مِنكُم)، "المجادلة:2" النون مع الكاف.
(مُنكَرًا)، "المجادلة:2" النون مع الكاف.
(مِن قَبْلِ)، "المجادلة:3" النون مع القاف.
(مِن قَبْلِ)، "المجادلة:4" النون مع القاف.
(مِسْكِينًا ذَلِكَ)، "المجادلة:4" التنوين مع الذال.
(مِن قَبْلِهِمْ)، "المجادلة:5" النون مع القاف.
(أَنزَلْنَا)، "المجادلة:5" النون مع الزاي.
(شَيْءٍ شَهِيدٌ)، "المجادلة:6" التنوين مع الشين.
(مِن ذَلِكَ)، "المجادلة:7" النون مع الذال.
(أَنفُسِهِمْ)، "المجادلة:8" النون مع الفاء.
(انشُزُوا فَانشُزُوا)، "المجادلة:11" النون مع الشين.
(مِنكُم)، "المجادلة:11" النون مع الكاف.
(صَدَقَةً ذَلِكَ)، "المجادلة:12" التنوين مع الذال.
(أَن تُقَدِّمُوا)، "المجادلة:13" النون مع التاء.
(صَدَقَاتٍ فَإِذْ)، "المجادلة:13" التنوين مع الفاء.
(مِنكُم)، "المجادلة:14" النون مع الكاف.
(عَذَابًا شَدِيدًا)، "المجادلة:15" التنوين مع الشين.
(جُنَّةً فَصَدُّوا)، "المجادلة:16" التنوين مع الفاء.
(عَن سَبِيلِ)، "المجادلة:16" النون مع السين.
(جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ)، "المجادلة:18" التنوين مع الفاء.
(فَأَنسَاهُمْ)، "المجادلة:19" النون مع السين.
(جَنَّاتٍ تَجْرِي)، "المجادلة:22" التنوين مع التاء.
(مِن تَحْتِهَا)، "المجادلة:22" النون مع التاء.
وعلَّة الإخفاء هي أنَّ مخرج النون والتنوين لم يبعُد عن مخارج حروف الإخفاء كحروف الإظهار، وليس قريباً منها كذلك مثل حروف الإدغام، ولمَّا انعدم البعد المسوِّغ للإظهار وانعدم القُرب المسوِّغ للإدغام؛ أخذ حكماً وسطاً بين الإدغام والإظهار؛ وهو الإخفاء.
وعلامة الإخفاء في ضبط المصحف تكون بعدم وضع السكون على النون الساكنة وعدم تشديد ما بعدها، وبالتنوين يكون بتتابع حركتي التنوين وعدم تشديد ما بعده.